حجز الرسَّام الفرنسي نيكولا بريل لنفسه مَكانةً مُميَّزة ضمن فنَّاني الروايات المُصوَّرة الأوروبية في العَقدَيْن الماضيَيْن، فمنذ كتابه الأول "برياب" والذي صدر عام 2006 ووصولًا إلى "حدائق بابل" الذي صدر للمرَّة الأولى في عام 2020، قدَّم بريسل أعمالًا مُتفرِّدة، تتناول قضايا إنسانيَّةً وثقافيَّة بعينٍ ثاقِبَة، وأسلوبٍ فنِّيٍّ يستغني تمامًا عن الحوار والكلمات، ليقدِّم كادرات صامِتةً، ولكنها تقول الكثير. رُشِّحَت أربع من رواياته لأبرز وأرفع جائزة للروايات المُصوَّرة في أوروبا: القط الذهبي لأفضل رواية مُصوَّرة، بمهرجان أنجوليم في فرنسا، والذي يُطلَق عليه "أوسكار" القصص المُصوَّرة في أوروبا. يُعَدُّ بريل مولَعًا بشكل خاص بالقضايا "شرق- الأوسطية"، وزار ومكث بعدَّة دُوَل عربية أثناء تحضيره لبعض رواياته المُصوَّرة، ونضع بين أيديكم أحدث أعماله، وأوَّلها الذي ينُشر في الوطن العربي.
"بأسلوبه الرشيق وكادراته الصامتة التي تحمل بين طيَّاتها المعنى والمغزى، يُقدِّم الرَّسَّام الفرنسي نيكولا بريل في أحدث رواياته المُصوَّرة مَلحَمةً بصريَّةً وسرديَّةً عن الهُوَّة الطَّبقيَّة، وتلاشي قِيَم الإنسانية والتَّعايُش. وبشخصياته ذات العيون الجاحظة والأطراف المُمتدَّة، وتكويناته الفنية التي لم تقع يومًا في فخ المباشَرَة، يأخذنا بريل بريشته إلى عوالم متناقضة ومتباعدة، لترسم خطوطه جسرًا مُمتدًّا بين العشوائيَّات على سطح الأرض، وقصور الأثرياء الفاخرة على سطح القمر. ● الرواية المُرشَّحة لجائزة أفضل رواية مصوَّرة لعام 2020 بمهرجان أنجوليم، أبرز مهرجان دولي للقصص المصوَّرة الأوروبية. "